الاثنين، 21 يناير 2013

المتغيرات - 1\2


المتغيرات
مادة المناهج في العلوم الاجتماعية
إعداد الدكتور توفيق الرحموني الإدريسي
ترجمة وتقرير الدكتور رفيق الناوي

مفهوم المتغير
إن الخاصية [الظاهرة] التي نود دراستها والتي من أجلها نجمع البيانات تتحدد عموما من خلال كلمة "متغير". وبالتالي فإن السن والمستوى الدراسي والدخل [تعتبر] من المتغيرات. تمثل البيانات القيم الخاصة التي تحملها هذه المتغيرات عن كل فرد [مبحوث]. وبمعنى آخر، تحيل كلمة "المتغيرات" على مَن تُحمَل البيانات. مما يعني أن الخصائص الملاحظة تختلف من فرد إلى آخر. وهذا الاختلاف هو ما نريد فحصه ووضعه في علاقة مع تغيرات خصائص أخرى. عموما، في إطار البحث، يتم تحديد المتغيرات [وكذا] معانيها قبل جمع البيانات.
 المتغير بصفته مؤشر على المفهوم.
في إطار بحث أو دراسة [ما]، لا تقدم المعطيات سوى مؤشرا على المفاهيم المدروسة، وعند الاقتضاء، تقدم مقياسا يوجه جمع وتحليل هذه المفاهيم. وبعبارة أخرى، فإن المتغيرات هي مؤشرات عن المفاهيم المبحوثة. هذه المؤشرات لا يمكن أن تعبر أو تقيس، لوحدها، جميع جوانب المفاهيم المرصودة بالتحليل.
ولنأخذ على سبيل المثال مفهوم "الطبقة الاجتماعية"، هذا المفهوم يخضع لتعريفات مختلفة باختلاف النظريات الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة. في كثير من الأحيان، فإن المتغيرات "دخل الفرد" ومتغير "الوضع السوسيوقتصادي" وكذلك "وضع الفرد في عملية الإنتاج" تساعد على تصنيف العناصر المشكلة للعينة المبحوثة في إطار الطبقة الاجتماعية المناسبة وذلك عند القيام ببحث ميداني ما، ولكن، ورغم أن هذه المتغيرات الثلاث تقدم قياسا لكل فرد [من أفراد العينة]، غير أنها لا تغطي بالضرورة واقع الطبقة الاجتماعية برمته. إنها فقط مؤشرات دالة على مفهوم "الطبقة الاجتماعية". إنها مجرد مؤشرات وليست المفهوم ذاته والذي يمكن أن يكون موضوع قياس.
المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة.
إن تحديد العلاقة بين المتغيرات تعتبر خطوة هامة في البحث، [فلها] انعكاس، على نحو واسع، على النتائج النهائية. لهذا السبب ينبغي تحديد القيم وعلاقتها ببعضها بصورة دقيقة.
نميز من حيث علاقة المتغيرات ببعضها البعض بين صنفين من المتغيرات؛ متغيرات مستقلة ومتغيرات تابعة. المتغيرات التابعة نوع متغيرات تحتاج لتفسيرها أو فهمها إلى متغيرات سابقة عنها من الناحية النظرية الصرفة. إن المتغيرات التابعة هي الآثار، في حين أن المتغيرات المستقلة هي الأسباب.
عند دراسة "توزيع الدخل" بين الأفراد على أساس "الجنس" أو "السن"، يصبح المتغير "الدخل السنوي" بمثابة المتغير المقصود بالدراسة والملاحظة وعند الإمكان التفسير. لأجل تفسير تغيراته المحتملة نستخدم متغيرات أخرى ك"الجنس" و"السن". نتحقق من وجود روابط ما بين تغيرات الدخل وتغيرات المتغيرات الأخرى. في هذه الحالة، "الدخل" يعتبر متغيرا تابعا، أما المتغيرات التي بإمكانها التأثير في متغير "الدخل"، كمتغير "الجنس" أو "السن" فتسمى متغيرات مستقلة، وبعبارة أخرى:
·       نعتبر متغيرا ما بأنه متغير تابع لكي نشير إلى أنه المتغير الذي نسعى إلى شرحه.
·       نعتبر متغيرا ما متغير مستقلا، عندما يكون بالإمكان استخدامه عاملا تفسيريا للمتغير المدروس.
عادة ما ندعي أن "المتغير x يؤثر على المتغير y" هذا القول يعني أن المتغير y (التابع) يغير قيمه على نحو يمكن التنبؤ به عندما يغير المتغير x قيمه كذلك.
في إطار البحوث الاجتماعية، ينصب الهدف الدراسي على بحث المتغيرات ذات الصلة بالبعد السلوكي [في الظاهرة الاجتماعية]؛ سواء أكان سياسيا أو عادات استهلاكية، على سبيل المثال لا الحصر. هذه المتغيرات، التي نعمل على تفسيرها، تمثل بالتالي المتغيرات التابعة، في علاقة بأخرى، وهي المتغيرات المستقلة.
مثال: أجرى أستاذ بحثا مع طلابه، لمعرفة ما قد يؤثر في نجاحهم. لأجل دراسة الظاهرة جمع بيانات تتعلق بمتغير "أوقات إعداد الطلاب استعدادا للامتحان" ومتغير "النتيجة المحصل عليها"
بالنظر إلى التصور التجريبي لهذا الأستاذ، المتغير قيد التفسير هو "النتيجة المحصل عليها"؛ مما يفيد أنه يمثل المتغير التابع. يفترض الأستاذ أن متغير "أوقات إعداد الطلاب استعدادا للامتحان" يمكن أن تؤثر على النقط المحصل عليها من قبل الطلاب.
بمعنى أن متغير أوقات الإعداد يمكن أن يفسر، في جزء منه، تغيرات المتغير التابع وبالتالي متغير "أوقات إعداد الطلاب استعدادا للامتحان" بمثابة المتغير المستقل، إلى جانب متغيرات أخرى يمكن استدعاؤها لتفسير المتغير التابع [الظاهرة] "النتيجة المحصل عليها"

  




تصنيف المتغيرات:
كيفما كانت الإشكالية المعالجة أو الفرضية المقدمة نجد أنفسنا دائما في مواجهة خطوة أولية تسمى بناء المتغيرات وهو الأمر الذي يعني ترجمة المفاهيم والمقولات في علاقة مع البحث القائم.
الفرد أو الحدث أو الشيء الذي ينكب عليه البحث يسمى الوحدة الإحصائية كما يمكن تسميته بالمفردة. نقوم بقياس العديد من المميزات [الخصائص] بالنظر لأهداف الدراسة، فيما يخص كل وحدة، على سبيل المثال: السن، الطول، لون البشرة. تسمى هذه الميزات متغيرات، وتنقسم المتغيرات إلى نوعين: متغيرات كيفية ومتغيرات كمية. تعالج المتغيرات الكيفية النواحي الوجودية ( كالجنس والحالة العائلية والموقف أو الرأي...)، أما المتغيرات الكمية فتعالج الجوانب القابلة للقياس الكمي ( كالوزن والطول والسن...)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق